الحب إحساس جاهز فطرى فى داخلنا ...ينمو إذا واتته الظروف ...وهو ينمو دائما من الداخل ..بدون مؤثرات بهلوانية من الخارج ...وبدون تمثيل وافتعال وكذب ..
وهو يضيع ويفقد فى اللحظة التى يبدأ فيها الاثنان يصنعانه صنعا كما تصنع الأدوية التركيب من أخلاط العواطف والتاكتيكات والمؤثرات ...
إنه إحساس داخلى ينمو بطريقة تلقائية ...بدون قصد أو نية ..من التقاء اثنين .
ويبدأ بإحساس فطرى بالسرور والفرح والسعادة والارتياح لمجرد التلاقى ..بدون الحاجة إلى كلام ..أو محاضرات ..ثم ينمو .
ويأخد كل حبيب يعطى من ذات نفسه لحبيبه دون أن يدرى ..يأخد فى التضحية دون أن يدرى إنه يضحى ..ويتبادل الاثنان اهتمامات كثيرة لا حصر لها ....فكل منهما يهتم بالآخر ويحمل همومه ..ويتعذب بعذاباته ..ويقلق لقلقه ..ويفرح لفرحه ..
وكل منهما لا يطلب شيئا من الاخر ..إنه يعطى ولا يطلب ..
إنه يريد أن يرى حبيبه كما هو ..لا اكثر
وهو لا يجد حاجة إلى الكذب والادعاء والتمثيل وهو يحس بالأمان إلى جواره ..يحس بأنه سكن يأوى إليه ويستريح حيث الظل والماء والطعام والفراش المريح ..
وهذا الاحساس بالسكن و الاكتفاء هو الذى يعطيه الشعور بالامان ..وبأنه فى غنى عن كل الناس .
والحب الصحيح خال من الغرض ..وإنما تأتى الاغراض فيما بعد ...
حينما يحس كل حبيب بأنه عاجز عن الحياة بدون الآخر،،وبأنه فى حاجة إليه كل يوم وكل لحظة ،،ولا وسيلة لذلك فى مجتمعنا غير الزواج ..
ولهذا لا يكون الزواج هدفا مقصودا من البداية ،،وإنما يكون نتيجة يتورط فيها الاثنان لفرط ما هما فيه من الحب..
حتى الاخلاص لا يتم باتفاق وتعاقد ..وإنما يتم من تلقاء نفسه حينما يحس كل الحبيبين بأنه يمتلئ بالآخر ،،وبأنه لا يجد مكانا فى نفسه لحب ثان ..
إنه يصحو فيكتشف أنه مخلص ..وأن ذهنه محصور فى شخص واحد ..يدور فى فلكه